الزمامرة 24: متابعة/ رشيد بنيزة
انسجاما مع التعريف الشامل للتراث الثقافي المغربي كونه ذلك الإنتاج الحضاري، أكان ماديا أم شفويا أم رمزيا، والذي يعكس تفاعل الإنسان المغربي مع بيئته ورؤيته للآخر، وفق منظور يستحضر الماضي و يراعي الحاضر و يستشرف المستقبل. ولأن الاهتمام به والحفاظ عليه يعتبر قيمة من قيم المواطنة، على اعتبار أنه يعكس تاريخنا الغني والمتنوع فقد حرصت وزارة الشباب والثقافة والتواصل في برنامجها الوطني " متطوع" على ضرورة الاشتغال على إدخال مفهوم الحفاظ على التراث الثقافي في تربية الناشئة، لكونه جزء لا يتجزأ من تاريخ بلدنا وحضارتنا العريقة ولهذا أولى القائمون على الدورة التكوينية الخاصة باليوم الرابع لهذا البرنامج إدراج ورشات خاصة بمجال التراث الثقافي كمصدر إلهام للمشاركة المواطنة للشباب وأعطيت مهام تأطير هذه الورشات لباحثين بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والثراث INSAP وهم الأساتذة: ( عبد الغفور الحلوي ، معاذ الراضي و مريم بن الراضي )
وقد حُدٌدَت لهذه الورشات غايات وأهداف ترمي إلى تشبع الشباب بثراثهم الوطني وغرس قيم الاعتزاز به والحفاظ عليه .
لاسيما أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ما فتئت تعمل على صون وتثمين التراث الثقافي، من خلال إطلاق “علامة المغرب” على جميع الإنتاجات الثقافية والثراثية التي تميز المملكة المغربية وتنظيم ندوات علمية حول التراث وعلوم الآثار، بالإضافة إلى عدد من الإجراءات على المستوى القانوني.
ومن خلال هذه الورشات أيضا يتبين أنه إلى جانب تسليط الضوء على أهمية التشبث بالموروث الثقافي الوطني للمملكة المغربية وحمايته وتثمينه .
كانت من بين أهم أهداف هذه الورشة أنها تسعى لفتح نقاش عمومي وطني بين أوساط الشباب حول أساليب الدفاع عن الموروث الثقافي المغربي والترويج له ، كما أنها فرصة ليكون تنوعه وغناه مصدر إلهام للشباب للمشاركة المواطنة وربط الصلة في هذا المجال بين المؤسسات الرسمية الراعية لمكوناته وكافة المواطنين عبر المجتمع المدني من أجل الانفتاح على آرائهم وإبداعاتهم ، ودعوة الشباب إلى تعميق معارفهم بالتراث الثقافي الوطني من أجل الحيلولة دون أي محاولة لتشويهه وانتحاله والاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية بالمغرب .
وقد تميزت هذه الورشة بتقديم عروض تتعلق بالإطار القانوني للتراث الثقافي على المستوى الوطني والدولي وكذلك حماية التراث على المستوى الرقمي.